الجمعة، 29 مارس 2013

بطل من ورق


حدثونا فى صغرنا عن حب وطننا مصر. وكم هى عظيمة مصر وعلى مر 23 عامًا هى عمرى لم أجد مصر عظيمة إلا على الورق. بل إن ما ندرسه فى التاريخ عن بطولات أبنائها لم نجده سوى على الورق. مرت ثلاثة وعشرون عامًا من عمرى لم أجد فيها عظمة مصر إلا فى ثمانية عشرة يومًا تغلغل فيها عظم مصر بداخلى وأنا أرى شعبها ينتفض يومًا بعد يومًا باحثًا عن عظمة تاهت على مر العصور. وفى اليوم الذى تنحى فيه المخلوع وفرح بذلك القاصى والدانى ومن اليوم الثانى بدأت تلك العظمة تبتعد عن قلبى مرة أخرى. لم أجد عظمة بلادى إلا فى جيل وشباب التغيير. يومًا بعد يوم صامدون على سلكهم وعلى دربهم. منذ أول يوم عيش حرية كرامة إنسانية لا عيش وجدوا ولا حرية وجدوا ولا كرامة إنسانية وجدوا. حين نرى أن المنظومة لا تتغير قيد أنملة بل من يتشدق ويتمسح فى الثورة هو فى الأصل أبعد ما يكون عنها. منظومة تعليمية فاشية وفاشلة من أعلى المسئولين حتى أقلهم مسئولية. منظومة صحية أقرب ما تكون من أحد سبل الموت فى عصرنا هذا. منظومة أمنية معوقة عاهرة على أى سرير لأى نظام أتى. حين نجد جيل وشباب التغيير يناضل من أجل حقه فى التعليم فتنقض عليه عقلية الأمس والماضى لتلتهمه كما حدث فى جامعة النيل من قبل وسكتت عنه الأمة بأكملها. لنجد المشهد يتكرر بكل مأساوية وبكل فظاعة وبصورة أبشع فى جامعة مصر الدولية حين نجد أمن الجامعة يتعرض للطلاب بالضرب والاعتداء وتقع الإصابات فى صفوف الطلاب.

يومًا بعد يوم الوضع يزداد من السىء للأسوأ ويومًا بعد يوم يصرخ شبابنا أكثر ويومًا بعد يوم يموت صراخهم إما بالقمع والإرهاب وإما بالسحل والتعذيب وإما بالقتل والتمثيل بسيرة خيرة شباب هذا الوطن. خيرة شباب هذا الوطن يدفن حيًا عن طريق تعليل وتقييد لعقله وفكره مسمى بالتعليم.


هل تنتظر عقليات الماضى بكل ما يحملوه من أسس رجعية فى حل المشكلات وفى النظم الإدارية إلى ثورة شباب دموية تطيح بهم لتفرض ديكتاتورية شبابية على عصر من العصور.

لا نهضة لأمة بدون شبابها وحتى يومنا هذا خير شباب لهذا الوطن لم يكون بمكانه الصحيح. أغيثوا ذلك الوطن العظيم والا مستقبلنا سيكون مثل حاضرنا ولن تكون العظمة ولا البطولة إلا على الورق.

على رزق
29/3/2013 

الخميس، 14 مارس 2013

مناجاة ليلية لحبيبتى


إذا أردت البكاء سأبكى ... فما جف الدمع ولا إنتهى شوقى
وما الجفن يطرق ضعفًا ... وما يريد الحزن سوى قتلى
آهات تعلو فى الصدر ... وضعف يولد ويكبر كما الطفلِ
عصافير تشدو بألحان ... كما الريح يسرى كالصرير فى الليلِ
إن دل ما فى النفس ... فإنما يدل على العطلِ
أبالقلب تسرى الآلام ... أم أن المصدر العقلِ
أيا عشقِ ملأ الفؤاد أريجه ... أمرضت أم أنك تعانى من المللِ
ملل الإنتظار ... لقلب وعشق للعهد الطويلِ
حب تهاوى بالفؤاد ... حطم ما بنا من القيد والأغلالِ


على رزق
11/10/2012