الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

التعليم الجامعي في مصر بنهكة الدم والاعتقال


واقع الجامعات المصري بات مقدماً فيه القمع على التعليم. فكان القتل والاعتقال والاختطاف داخل المدرجات، وفي الساحات الجامعية، التي غرقت بدماء نحو 20 طالبًا في العامين الماضيين، علاوةً عن القتل في التظاهرات بالشوارع والتصفية الجسدية المباشرة إبان المطاردات الأمنية للطلاب، ليصل إجمالي القتلى من الطلبة الجامعيين منذ يوليو 2013 وحتى فبراير الماضي إلى 228 طالبًا وطالبة.

وقع رهن الاعتقال العام الدارسي الفائت وحده نحو 1528 طالب بينهم 119 طالبة، بحسب مرصد حرية طلاب، كان من بينهم 658 حالة اعتقال  تمت من الحرم الجامعي، والأمر لا ينتهي هنا حد الاعتقال بل بتجاوز ذلك بالتعذيب والمعاملة الغير إنسانية التي تليه.

‏ قرارات المجلس الأعلى للجامعات المصرية والتي نصت على ‏منع التظاهر داخل الجامعات، وضرورة الحصول على إذن مُسبق ‏من رؤساء الجامعات قبل التظاهر، قوبلت بالرفض في بيان رسمي من قبل الحركات الطلابية والقوى السياسية، وقع عليها ممثلون من الحركات الطلابية، المتمثلة في طلاب 6 أبريل، ‏وطلاب مصر القوية، وطلاب حزب الدستور، ‏وطلاب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، ‏وطلاب الاشتراكيين الثوريين، وطلاب حركة مقاومة، وطلاب حزب المصري ‏‏الديمقراطي الاجتماعي.

عام جديد يبدأ وموجة جديدة من النضال والحراك الطلابي يتم الإستعداد لها تحت عنوان " جيل يتحرر "، حيث دعى طلاب ضد الانقلاب وإتحاد طلاب مصر إلى إستمرار التظاهرات داخل الجامعات المصرية لمناهضة الانقلاب من جهة ولإستعادة حقوق الطلاب من جهة أخرى. كما أعلنت حركة طلاب الحرية بجامعات مصر؛ عن أربعة مطالب طلابية "وليست سياسية"، داعية جميع الحركات الأخرى للانضمام إليها، والتي تتمثل في "تعديل اللائحة الطلابية، وإلغاء الأحكام القضائية بحق الطلاب، وعودة الطلاب المفصولين، وإخراج الأمن خارج الجامعات وعدم استدعائهم إلى الحرم الجامعي"، مؤكدة أن رفض تلك المطالب "سيدخل الطلاب في نضال سياسي مع السلطة".

مع إستمرار الحراك الطلابي على مدار ثلاثة أعوام تتأكد مقولة إن الجامعات ليست أبراجاً عاجية، ولكنها الطليعة التى تقود الشعب نحو مستقبل أفضل.

علي رزق
3-10-2015

تطور الأوضاع في سوريا



"سيكون خطأ كبيرا عدم التعاون مع الذين يحاربون الإرهاب، وعلينا أن نقر بأن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس الأسد تقاتل فعلا تنظيم الدولة الإسلامية ومنظمات إرهابية أخرى في سورية".
بتلك الكلمات استهل بوتين القضية السورية في كلمته في الأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي. ليبدأ العالم تناسي القاتل الأساسي للشعب السوري ألا وهو نظام بشار الأسد. ذاك النظام الذي قابل هتافات شعبه بالبراميل المتفجرة. نظام حصد أرواح السوريين على مدار أربعة ولا يزال، ولم يتورع عن إستخدام الأسلحة الكيماوية في حق شعبه. ليخرق بكل الأفعال القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ويُصنف طبقاً لذلك القانون كمجرم حرب.
نفذت موسكو أولى غاراتها الجوية ضد مواقع في حماة وحمص واللاذقية الأربعاء، وذلك بعد أن منح مجلس الاتحاد الروسي الرئيس فلاديمير بوتين تفويضا باستخدام القوة العسكرية في الخارج. ومما لا شك فيه أن الضربات الروسية نفذت بالتعاون مع السلاح الجوي السوري، واستهدفت مناطق غمام وجبل زويد ودير حنا في شمال شرق اللاذقية، وبلدتي اللطامنة وكفر زيتا في حماة، ومدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين جراء القصف الروسي.
يأتي هذا التطور بعد أن أجاز مجلس الاتحاد الروسي في جلسة عقدها الأربعاء، الرئيس فلاديمير بوتين، استخدام القوة العسكرية في الخارج، وذلك استجابة لطلب تقدم به الأخير، وكشف رئيس الإدارة الرئاسية إيفانوف أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من روسيا تقديم مساعدات عسكرية لدمشق.
قد يظن البعض أننا على أعتاب حرب عالمية جديدة يكون الصراع القائم في سوريا هو محورها. ولكن ما تؤكده المؤشرات وتداعيات الاتفاق بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الماضي على عقد مباحثات مستقبلية بشأن العمليات العسكرية للبلدين في سورية تجنبا للصدام، وتأييد فرنسا على التدخل الروسي في سوريا، أننا أمام دعم كامل لنظام الأسد بدعوى الحرب على الإرهاب وخاصة بعد أن أعلنت واشنطن وقف برنامج تدريب المعارضة السورية.


توحد الخطاب الدولي داخل اجتماعات الدورة 70 للأمم المتحدة حول بقاء الأسد كجزء من الحل السياسي، يؤكد على وأد ثورة الشعب السوري وقتل طموحه بغد أفضل، بل قد يصبح محاولات مبدأية لبداية مشروع التقسيم داخل سوريا.

علي رزق
30-9-2015